سلني الفرح لا من أجل ذاتك فقط، بل ومن أجل أخوتك العائشين معك.
إنهم بحاجة إلى فرحك ليؤمنوا بمحبتي ويستقرّ الفرح فيهم.
لتكن ابتسامتك الهادئة الطاهرة خير شاهد على وجودي فيك.
دعني أعزّي النفوس الكئيبة من خلال ابتسامتك. دعني أعطي الشجاعة للمتشائمين القانطين بواسطة فرحك المتفائل.
دعني أُعلم العالم من خلال ما في نفسك من الطمأنينة والسلام ما أشدّ حاجته إليَّ ليجد السلام.
هذا ما تستطيع أن تفعله بفرحك وابتسامتك.
أمّا إذا تركت الحزن يستولي عليك، فإنّك تشبه الأرض إذ
يغطيها الضباب و تكون نفسك في ظلام. ومتى كنت أنت في الظلام فما أكثر
النفوس التي لا تبلغها أشعتي بسبب ضباب حزنك.
كن إذن من أبناء النور والفرح فتنير كل شيء حولك.
كثيراً ما يتكلم الناس عن التشاؤم وقد استنبطوا مذاهب فلسفيّة دعوها بالمتشائمة.
ومن الناس من يتظاهر بالتشاؤم لأنّه يجلب الأنظار و يستعطف القلوب.
وهناك من هو متشائم لأن التشاؤم نوع من الالتذاذ بالذات. ألم تختبر ذلك في مراحل حياتك؟
أمّا أنت فإن أردت أن تكون أبن أبيك
السماويّ، فكن دوماً متفائلاً، فرحاً، لا لأنّك تجهل الشرّ الّذي يشوّه
العالم، بل لأنّك تعلم أنّ العالم خلقه الحب ويدبّره الحبّ، حب الله غير
المتناهي.
أليس أبي هو الّذي يهتمّ بكم؟ فما بالكم قلقين مضطربين؟ " انظروا طيور السماء... واعتبروا زنابق الحقل كيف تنمو." فإن كان أبي يهتمّ بهذه كلها فكم بالحريّ سيهتمّ بكم" يا قليلي الايمان؟"
التشاؤم خطيئة ضد الآب السماويّ وحبّه للبشر : من يؤمن بحبّه هو واثق بأنّ الخير آجلاً أم عاجلاً سينتصر على الشرّ.
من كتاب صوت المسيح لبولس نويا
No comments:
Post a Comment