أنا الفرح الحقيقي وما أشدّ شوقي إلى أن أهبكم هذا الفرح بإعطائكم ذاتي.
إنّي جئت إلى العالم لألقي فيه الفرح، فرح السماء:
أليست ترنيمة فرح تلك التي ترَّنم بها الملائكة يوم ميلادي؟
"هاءَنذا أبشركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب...المجد لله في العلى و على الأرض السلام ."
وعلى الجبل هل بشرت بغير إنجيل الفرح والسعادة؟ ثماني مرات أعدت " الطوبى" لمن يتبع شريعتي.
وفي عليَّة صهيون ما أوصيتُ تلاميذي إلا بالفرح والثقة.
سألت الآب أن يحفظ فيهم الفرح لأنّي أعلم أنّه ليس من الهيّن أن يظل الإنسان دوماً فرحاً.
وقد استجاب الآب طلبتي فراحوا يبشرون بالإنجيل متألمين بفرح من أجل اسمي.
و كان أحدهم يكرّر غالباً في رسائله: " افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا ".
إنّ ديانتي ديانة فرح وسرور داخليّ.
إنك خُلقت للفرح كما خُلق البرعم للزهرة، وإنّ معادك للفرح ومصيرك إلى الفرح كما أن مصير الزهرة إلى الثمرة.
غير أنك لا تستطيع أن تبلغ إليه إن لم تسلك طريقه، والطريق أن تمارس الفرح في كل وقت.
اعمل جميع أعمالك وأنت فرح مسرور. وإن لم تبلغ إلى الفرح الداخلي فمارس الفرح الخارجي.
تعلَّم أن تقدم لي هداياك بقلب يطفح فرحاً. و أن تحتمل صلبانك بوجه بشوش.
لا شيء في النفس يسرّني مثل البشاشة والابتسامة، لأنّهما أدلُّ دليل على ثقتها بي وإيمانها بمحبتي.
إن عرفت أن تبتسم متى داهمتك الصعوبات وزارتك البلايا فأنت تؤمن بحبي لك. ولا شيء يسرّني مثل هذا الإيمان.
نعم ليس من الهيّن أن تبتسم الشفاه متى كان القلب في عذاب...ولكن متى طلبت من تلاميذي ما هو هيّن؟...
الابتسامة في بعض الظروف أعسر شيء على الطبيعة. و لكنّي أنا أحقق فيك ما لا تقوى عليه الطبيعة...
من كتاب صوت المسيح لبولس نويا
No comments:
Post a Comment